Home > Arabic Articles > اوباما يفقد السيطرة على اليمن

اوباما يفقد السيطرة على اليمن

My article from PJM at al Mostakela:

اوباما يفقد السيطرة على اليمن

تخاطر الولايات المتحدة بتمكين القاعدة في اليمن وتنفير الشعب اليمني عن طريق إحباط تغيير النظام هناك

كتبت – جين نوفاك

يعتبر اليمن بلد معقد، فقد ظل يرزح تحت وطأة اضطرابات كبيرة، كما أن فهم اليمن يخبرنا الشيء الكثير عن الشرق الأوسط المعاصر، والسياسة الخارجية لإدارة اوباما، واتجاه “الربيع العربي”.

فبينما يعتقد الأمريكيون أن السياسات الأخيرة لحكومتهم وقيادتهم قد جعلت الولايات المتحدة أكثر شعبية في المنطقة [الشرق الأوسط]، إلا أن الحقيقة – كما أظهرتها صناديق الاقتراع- هي عكس ذلك بشكل عام.

تكمن سياسة إدارة أوباما في دعم الديكتاتورية القائمة هناك أو على الأكثر مساندة تغيير شكلي في النظام، وفي هذا المنوال تساءلت صحيفة الصحوة الأسبوعية التابعة للمعارضة اليمنية بالقول: “لماذا أمريكا صامتة عن استخدام قوات مكافحة الإرهاب ضد الشعب اليمني؟”

انه سؤال جيد. فمنذ شهر فبراير، تحولت الاحتجاجات الشبابية في اليمن إلى ثورة أجيال على طول البلاد وذلك من أجل إسقاط الرئيس علي عبدالله صالح وكل أقربائه، بعد ثلاثة وثلاثين عاماً من تولي السلطة. قال المحتجون إنهم يريدون مجلساً انتقالياً مدنياً ليشرف على دستور جديد وانتخابات عادلة، وتحقيق غايتهم القصوى في دولة ديمقراطية مدنية. وبالمقابل، قتلت قوات الأمن التابعة للدولة حوالي ألف مدني في كل أنحاء اليمن.

رأي توماس كراجسي، سفير سابق للولايات المتحدة في اليمن، سياسة بلاده كما يلي: “إن علي عبدالله صالح هو قناتنا الرئيسية لكل شيء نحاول فعله في اليمن”.

إن الهدف الأساسي للولايات المتحدة في اليمن هو التغلب على تنظيم القاعدة، وتعتقد إدارة أوباما أن صالح أو على الأقل جهازه، هو وحده القادر على فعل ذلك.

وهذا هو بالضبط النهج القاصر الرؤية الذي انتقده أوباما حينما عزاه للسياسات السالفة تجاه الشرق الأوسط. ففي ظل نظام صالح، نجد أن التعذيب منظم، والاختطافات السياسية شائعة، والقصف المدفعي بمثابة معالجة مستمرة للاحتجاجات المناوئة للنظام. كما نجد أن الفرص الاقتصادية، والسلطة السياسية والسلطة المحلية تتوفر فقط عبر العبور من بوابة صالح وأسرته. فالفساد ونهب عائدات النفط والمساعدات الدولية أنتج غياب شبه تام للخدمات الأساسية. فقد بلغ الجوع وشحة المياه سابقاً مستويات حرجة، وبينما توشك الأرضية الاقتصادية على الترنح، فالوضع أضحى سيئاً.

فبعد أن قتل قناصة 58 متظاهراً في شهر مارس، استقال الكثير من إدارة صالح، وطلوا الثورة بالزنك. فاللواء البغيض علي محسن الأحمر، قائد عسكري قوي والأخ غير الشقيق لصالح، أنزل الفرقة الأولى مدرع لحماية المحتجين، وعرض بأن يغادر البلد سوية مع صالح. وفي شهر مايو أعلن صادق الأحمر، أكبر شيخ لقبيلة الرئيس القوية “حاشد” عن دعمه للمعارضة، واصفاً صالح بالسفاح. وكان هذا بعد قيام قوات الأمن بإحراق عشرات من النائمين في الخيام حتى الموت.

تبرأت أحزاب اللقاء المشترك المعارض في البداية عن الثورة الوطنية وذلك خوفاً من انتقام النظام، ونتيجة للضغط الغربي، ومن أجل تعزيز الانشقاق بين المعارضة الرسمية والشباب الثائر.

وفي شهر يونيو، ضرب انفجار القصر الرئاسي مخلفاً إصابة الرئيس صالح بجروح بالغة. ابتهج الملايين عندما غادر صالح إلى السعودية لتلقي العلاج، مخمنين أنه لن يعود أبداً. ومع ذلك لا السعودية ولا الولايات المتحدة تريدان تغييراً كبيراً في البلاد، وهكذا صادقت إدارة أوباما على نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي كقائد للمرحلة الانتقالية بالرغم أن هادي رفض تولي الرئاسة بحسب ما يستلزمه الدستور اليمني.

عارضت حكومة الولايات المتحدة مطلب المحتجين لتشكيل مجلس انتقالي، وعوضاً عن ذلك راحت لدعم خطة معيبة جداً صاغها مجلس التعاون الخليجي. وتدعو الخطة الخليجية إلى أن يسلم صالح السلطة إلى نائب له ويستقيل مقابل حصانة من المحاكمة. وتقترح حكومة وحدة وطنية من الحزب الحاكم المهيمن ومن أحزاب المعارضة غير الفاعلة (أحزاب اللقاء المشترك). ويتبع هذا النهج انتخابات سريعة قد تعيد ترسيخ نظام صالح. ووافق صالح ونكث عن موافقته ثلاث مرات. حيث استفاد من أسابيع من المفاوضات لإفراغ البنوك، وتهريب النفط، وإعادة مركزة قواته.

وبينما دعا حوالي نصف الحكومة ونصف الجيش ومعظم الشعب بتغيير النظام، ساندت الولايات المتحدة تذرع صالح بالشرعية في شهر مارس.

فالبيانات الصادرة عن الولايات المتحدة، على وجه الخصوص وزارة الخارجية تحث على الحوار بين الأحزاب السياسية لحل “الأزمة السياسية”.

خصص الرئيس اوباما سطراً واحداً لليمن في حديثه عن الشرق الأوسط في شهر مايو، حيث طلب من “صديقنا” صالح أن يمتثل لالتزامه بنقل السلطة. حذر مسئولو الولايات المتحدة خلال زيارة قاموا بها في شهر يوليو أحزاب اللقاء المشترك من توسيع الاحتجاجات أو تشكيل مجلس انتقالي. حيث حث فقط مسئولو إدارة اوباما صالح لأن يقبل بالمبادرة الخليجية، التي هي في الحقيقة تشير إلى التسامح نحو النظام.

إن مئات الملايين من الدولارات الخاصة بتمويل مكافحة الإرهاب المخصصة لليمن منذ 2006 تُدار من خلال ابن صالح وأبناء أخيه (مشهورون محلياً بـ البلاطجة الأربعة)، والذين يرأسون الأجهزة الأمنية ووحدات مكافحة الإرهاب، وقوات أخرى.

وهم الذين يسرقون المساعدات، حتى أنهم في أوقات يساعدون تنظيم القاعدة. فمنذ فبراير والبلاطجة الأربعة مشغولون جداً بمهاجمة الشعب اليمني، متظاهرين بتحدي القاعدة. فبعد تحذير من سيطرة القاعدة، سحبت الدولة قوات من أبين وتحركت القاعدة بسرعة للسيطرة على مدينة زنجبار. يجزم اليمنيون بشكل موحد من خلال واقع تناسق الأحداث بأن نظام صالح يحضا تاريخياً بعلاقات حميمة مع القاعدة.

وهكذا تهدف السياسية الأمريكية إلى الدفاع عن نظام قمعي فاسد وغير شعبي لأسباب هي أنه يساعد في مكافحة الإرهاب، والمشكلة أن النظام ليس فاعلاً في القيام بذلك.

كما أن السعوديون يدعمون النظام ويرونه بأنه متراس ضد المتمردين الحوثيين. والسخرية هي أنه بينما تحضا القاعدة بدعم شعبي قليل جداً في اليمن، نجد أن سياسات الولايات المتحدة والسعودية قد تنتهي إلى تقوية مطالبة جماعة القاعدة والأراضي التي تسيطر عليها، وذلك من خلال تدمير أي بديل سياسي، ودعم الحكومة التي هي في الحقيقة لا تحارب القاعدة.

Categories: Arabic Articles
  1. No comments yet.
  1. No trackbacks yet.

Leave a comment